سبب تأليف الكتاب
لقد ذكر الحافظ الشوكاني في مقدّمة الكتاب السّبب في تأليفه له فقال: «سألني بعض آل الرسول صلّى اللّه عليه وآله الجامعين بين فضيلتي العلم والشرف من سكّان المدينة المعمورة بالعلوم، مدينة زبيد، عن إنكار عائشة اُم المؤمنين زوجة النبي صلّى اللّه عليه وآله لصدور الوصيّة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، لمّآ ذكروا عندها أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام كان وصيّاً لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله. وهذا ثابت من قولها في الصحيحين والنسائي من طريق الأسود ابن يزيد بلفظ: «متى أوصى إليه؟..»
ثم قدَّم قبل الورود في البحث مطالب مفيدة جدّاً، وأشار إلى قواعد علميّة نافعة للباحثين، وتعرّض لبعض حالات عائشة زوجة النبي (صلّى اللّه عليه وآله) وما نقل عنها في المسائل المختلفة.
ثم جعل الكتاب في مبحثين:
الأول: في إثبات مطلق الوصيّة منه صلّى اللّه عليه وآله.
والثاني: في إثبات مقيّدها، أي كونها إلى علي عليه السّلام.
فأورد في المبحث الثاني طائفةً من الأحاديث عن أشهر كتب أهل السنّة في الحديث، رواها الأئمة الأعلام بأسانيدهم إلى الصحابة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فيها الدلالة الواضحة على وصيّته لأمير المؤمنين عليه السلام.
ولايخفى أنه لم يكن بصدد الاستقصاء لجميع الأحاديث الواردة في الباب، وإلاّ فإنها أكثر وأكثر، بل لقد أشتهر بين الصّحابة والتابعين فمن بعدهم «الوصيّ» لقباً لعلي عليه السّلام، ويشهد بذلك نفس الأحاديث في الصحيحين في إنكار عائشة الوصيّة إليه… هذا، مضافاً الى الأشعار المرويّة في الكتب المعتمدة عن الصحابة وغيرهم المشتملة على هذااللقب للإمام عليه السلام، وحتى اللغويون يذكرون ذلك في كتبهم اللغويّة في مادة «وصى».
Menu