الحديث الرابع
هذا حديث الدار في يوم الإنذار، حين أنزل اللّه عزّوجلّ (وَأَنْذِرْ عَشيرَتَكَ اْلأَقْرَبينَ)، فدعاهم إلى دار عمّه، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه، وفيهم أعمامه أبو طالب، وحمزة، والعبّاس وأبو لهب، والحديث في ذلك من صحاح السُنن المأثورة، وفي آخره قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله:
يا بني عبدالمطلب; إنّي ـ واللّه ـ ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، جئتكم بخيرالدنيا والآخرة، وقد أمرني اللّه أنْ أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على أمري هذا؟!!
فقال عليّ وكان أحدثهم سناً: أنا يا نبيّ اللّه أكون وزيرك عليه.
فأخذ رسول اللّه برقبة علي، وقال: إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لأبنك وتطيع. انتهى.
أخرجه بهذه الألفاظ كثير من حفظة الآثار النبوية، كابن إسحاق، وابن جرير، وابن حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي في سننه وفي دلائله، والثعلبي والطبري في تفسير سورة الشعراء من تفسيرهما الكبيرين.
وأخرجه الطبري أيضاً في الجزء الثاني من كتابه «تاريخ الأُمم والملوك»(1).
وأرسله ابن الأثير إرسال المسلّمات في الجزء الثاني من كامله(2)، عند ذكره أمراللّه نبيّه بإظهار دعوته.
وأبو الفداء في الجزء الأوّل من تاريخه(3)، عند أوّل مَنْ أسلم من الناس.
ونقله الإمام أبو جعفر الإسكافي المعتزلي في كتابه: نقض العثمانية، مصرّحاً بصحّته(4).
وأورده الحلبي في باب استخفائه صلّى اللّه عليه وآله وأصحابه في دار الأرقم(5)، من سيرته المعروفة.
وأخرجه بهذا المعنى مع تقارب الألفاظ غير واحد من أثبات السُنّة وجهابذة الحديث، كالطحاوي، والضياء المقدسي في المختارة، وسعيد بن منصور في السُنن.
وحسبك ما أخرجه أحمد بن حنبل من حديث عليّ في ص 178 وفي ص 257 من الجزء الأوّل من مسنده، فراجع.
وأخرج في أوّل ص 544 من الجزء الأوّل من مسنده أيضاً حديثاً جليلا عن ابن عباس يتضمّن هذا النصّ في عشر خصائص ممّا امتاز به عليّ على مَنْ سواه.
وذلك الحديث أخرجه النسائي أيضاً عن ابن عبّاس في ص 52 من خصائصه العَلَوية، والحاكم في ص 132 من الجزء الثالث من المستدرك، وأخرجه الذهبي في تلخيصه للمستدرك معترفاً بصحّته.
ودونك الجزء السادس من كتاب كنز العمّال، فإنّ فيه التفصيل(6).
وعليك بكتاب منتخب الكنز وهو مطبوع في هامش مسند الإمام أحمد، فراجع منه ما هو في هامش ص 41 إلى ص 43 من الجزء الخامس تجد التفصيل; وحسبنا هذا ونعم الدليل(7).
(1) تاريخ الأُمم والملوك (تاريخ الطبري): 320 ـ 322، بطرق مختلفة.
(2) الكامل في التاريخ 2 / 60.
(3) المختصر في أحوال البشر 1 / 116.
(4) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، 13 / 211، مكتبة السيد المرعشي قم، تحقيق أبي الفضل إبراهيم، كنز العمّال: 13 / 114، 36371، تفسير الطبري: 19 / 149، ط دار الفكر، تفسير ابن كثير: 3 / 364، ط، دار المعرفة، الدر المنثور: 5 / 97، ط، دار المعرفة.تاريخ مدينة دمشق: 42 / 49، ط دار الفكر، تاريخ الطبري: 2 / 63، ط، مؤسسة الأعلمي.
(5) أنظر: الصفحة الرابعة من ذلك الباب، أو ص 283 من الجزء الأوّل من السيرة الحلبية.
(6) راجع منه: الحديث 36371 في ص 114 تجده منقولا عن ابن جرير. والحديث 36408 في ص 128 تجده منقولا عن أحمد في مسنده، والضياء المقدسي في المختارة، والطحاوي، وابن جرير وصحّحه. والحديث 36419 في ص 131 تجده منقولا عن ابن إسحاق، وابن جرير، وابن حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي في شعب الإيمان وفي الدلائل… والحديث 36465 ص 149 تجده منقولا عن ابن مردويه.. والحديث 36520 في ص 174 تجده منقولا عن أحمد في مسنده، وابن جرير، والضياء في المختاره.
ومن تتّبع كنز العمّال وجد هذا الحديث في أماكن أُخر شتّى، وإذا راجعت ص255 من المجلّد الثالث من شرح النهج للإمام المعتزلي الحديدي، أو أواخر شرح الخطبة القاصعة منه، تجد هذا الحديث بطوله.
(7) المراجعات: 110 ـ 112.