فصل
مازلت أعرف هذا الشيخ بقلّة المعرفة للحديث، إنما يقرؤه ولا يعلم صحيحه من سقيمه، ولا يفهم معناه، فمذهبه في ذلك مذهب العوام أن كلّ حديث يروى ويسند ينبغي أن يكون صحيحاً، وهو مع قلّة علمه وعدم فهمه معه عصبية يسمّيها سنّة.
ومن البليّة عذل من لا يرعوي *** عن غيّه وخطاب من لا يفهم
والكلام مع مثل هذا صعب، لقلة فهمه وفقهه، غير أني راعيت بهذا التصنيف طالبي الحق من المبتدئين، ولم أبال بالسفساف الغوغاء، الذين يقولون كيف يقال: إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ما صلّى خلف أبي بكر، ويعتقدون ذلك نقصاً في حقه، فإنه بصلاته خلفه يثبت له الخلافة، وينسبون ]إليه[(1) بأنه قال مراراً مروا أبا بكر أن يصلي بالناس، وهذا يكفي في إثبات الخلافة، ولو وقف أبو بكر حين أشار إليه أن يقف لصلّى خلفه، إنما هو امتنع.
(1) زيادة يقتضيها السياق.