ترجمة عبدالمغيث بن زهير
ومن ذلك يظهر أنّ هذا الرّجل قد جمع بين الحشويّة والتعصّب لبني اُميّة، وأنّ الباعث على تأليفه في كلتا المسألتين هو النّصب لأهل البيت الطاهرين، والعجب أنهم يصفونه مع ذلك بأوصاف جليلة: قال الحافظ ابن رجب: عبدالمغيث بن زهير بن علوي الحربي، المحدّث، الزاهد… ولد سنة خمسمائة تقريباً… تفقّه على القاضي أبي الحسين بن الفرّاء، وكان صالحاً متديّناً صدوقاً أميناً حسن الطريقة جميل السيرة حميد الأخلاق مجتهداً في اتّباع السنّة والآثار منظوراً إليه بعين الديانة والأمانة… توفي سنة 583(1).
وقال ابن الأثير: «كان من صلحاء الحنابلة، وكان يزار، وله مصنَّف في فضل يزيد بن معاوية أتى فيه بالغرائب والعجائب، وقد ردّ عليه أبو الفرج ابن الجوزي…»(2).
وقال الذهبي: «قال ابن الدبيثي: كان ثقة صالحاً صاحب سنّة منظوراً إليه بعين الديانة والأمانة…»(3).
* * *
وقد طبع هذا الكتاب من نسخة مخطوطة منه موجودة في مكتبة المشهد الرضوي برقم (34 ـ حديث) وعدد أوراقها (19) وتحتوى كل صفحة منه على (19) سطر، وطول النسخة (24) سانتيمتر وعرضها (17) سانتيمتر.
وهي نسخة مغلوطة جدّاً، وفيها سقط وتحريف كثير، وهي غير مؤرخة.
ولم يذكر مؤلف كتاب «مؤلفات ابن الجوزي» نسخة أخرى من هذا الكتاب، ولعلّنا نعثر في المستقبل على نسخة أو نسخ منه، ليكون في طبعته القادمة أتقن وأصح من هذه.
وقد بذلت غاية الجهد في تصحيحه وتحقيقه ومراجعة مصادره وعلّقت على مواضع منه بقدر الضرورة، وكتبت له مقدمة لا تخفى فوائدها على الباحثين.
وقد انتهزت لهذا العمل فرصة عطلة الحوزة العلمية . . .
وفي الختام: أرى من الواجب أداء الشكر لسماحة العمّ المبجّل العلامة الجليل السيد محمّد علي الميلاني رحمه الله، إذ أمر بكتابة نسخة من الكتاب وإرسالها الي. والله المسئول أن يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.
قم المشرفة ـ الحوزة العلمية
علي الحسيني الميلاني
15 / ذوالقعدة 1398
(1) ذيل طبقات الحنابلة 1 / 144.
(2) البداية والنهاية 12 / 401.
(3) تاريخ الإسلام 41 / 155.