(6)
قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في أحاديث الصّلاة ـ لعائشة وحفصة: «إنكن لصويحبات يوسف» يدلّ على أن الأمر بالصلاة لم يكن من جهته صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك: لأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يجوز أن تكون أمثاله إلاّ وفقاً لأغراضه، وقد علمنا أن صويحبات يوسف لم يكن منهنّ خلاف على يوسف ولا مراجعة له في شيء أمرهنّ به، وإنما افتتنّ بأسرهنّ بحسنه، وأرادت كلّ واحدة منهن مثل ما أرادته صاحبتها.
فأشبهت حالهنّ حال عائشة في تقديمها أباها للصّلاة للتجمل والتشرف بمقام الرسول، ولما يعود عليها بذلك وعلى أبيها من الفخر وجميل الذكر، فلذا قال صلّى الله عليه وآله وسلّم لهما ذلك، وأقلّ الجمع اثنان(1).
(1) الشافي في الامامة 2 / 159.