الباب الاول
في إقامة الدليل من النقل الصحيح على
أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
لم يصلّ خلف أبي بكر . . .
إعلم يا طالب الحق: أن تقدم أبي بكر الصديق رضي الله عنه اتفق مرتين جاء فيهما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليصلّى خلف أبي بكر، فأما المرّة الاولى فكانت في زمن عافية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان ذلك في أول سنة من سني الهجرة:
أخبرنا أبوالقاسم هبة الله ]بن[(1) محمّد بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو حازم عن سهل إبن سعد قال: كان قتال في بني عمرو بن عوف بلغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم، وقال: يا بلال إن حضرت الصلاة ولم آت فمر أبا بكر فليصلّ بالناس. فلما حضرت العصر أقام بلال الصّلاة، ثم أمر أبا بكر فتقدم بهم ]وجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد ما دخل أبو بكر في الصلاة، فلما رأوه صفحوا[(2) وجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر، قال: وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، فلما رأى التصفيح لا يمسك عنه التفت فرأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خلفه، فأوميء إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده أن امضه، فقام أبو بكر كهيئته فحمد الله على ذلك ثم مشى القهقرى، فتقدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فصلّى بالناس.
فلما قضى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلاته قال: يا أبا بكر ما معنك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت؟ فقال أبو بكر: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال للناس: إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفح النساء(3).
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري عن حماد(4)وأخرجه مسلم عن يحيى عن مالك(5) كلاهما عن أبي حازم. وهو ظاهر لا يحتاج إلى كشف، وإن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمّ الناس.
(1) من الموضوعات.
(2) من المسند.
(3) مسند أحمد بن حنبل 5 / 322 مع اختلاف في بعض الالفاظ.
(4) كتاب الأحكام باب الامام يأتي قوماً فيصلح بينهم.
(5) كتاب الصلاة باب تقديم الجماعة من يصلي بهم . . .