رأي المحقق النائيني
والميرزا الاستاذ يعتبر في المثلي أربعة امور:
أحدها: أن يكون مماثله موجوداً بكثرة، فلو لم يكن للشيء مماثل لم يكن للقول بأنّه يضمن بمثله معنىً، ولو كان عزيز الوجود ولا يمكن تحصيله إلاّ بأضعاف القيمة، لم يضمنه لأنه ضرر منفي بالقاعدة.
والثاني: أن لا يكون ممّا يعرضه الفساد ليومه أو تتغيَّر أوصافه بالهواء، فالعنب والرطب مثلاً يفسد في زمان قليل، فلو اشترى عنباً جديداً بعقد فاسد فأتلفه، لم يجز إعطاء العنب الذي مرّت عليه أيّام بدلاً عنه.
والثالث: أن يلازم التماثل في الصّفات التساوي في القيمة.
والرابع: أنْ يكون بالخلقة الأوّليّة الإلهيّة صورةً ومادّةً، كالحنطة والشعير والحبوبات… فلا يكون من صنع الإنسان وإنْ كان أصله معدناً من المعادن، من غير فرق بين أنْ يكون مصنوعاً باليد أو بالآلات الصّناعيّة.
وعلى هذا، فكلّ ما كان للإنسان دخلٌ في صنعه فإنّه يكون قيميّاً لا مثليّاً، إذْ يمكن أنْ تكون موادّه الأوليّة لشخص والهيئة لشخص آخر، كالحنطة تكون لزيد فيطحنها عمرو، أو القطن يكون لزيد فينسجه بكر، فلمن يدفع البدل حتى يخرج من العهدة؟(1)
(1) وراجع: منية الطالب 1 / 136 ـ 137.