الرابع: إنّ الإنشاءات مبتنية على الجدّ والجزم، والتعليق ينافي الجدّ والجزم.
وهذا الوجه موجود في كلمات جلّ الأساطين.
ولكنّه أخصّ من المدّعى كما لا يخفى. ثم إنّه:
تارة: هو متردّد في فعله غير جازم به، فهذا باطل، واخرى: هو جادّ في فعله بداعي تحقق المعلّق عليه، لكنه جاهل بما هو كائن في الخارج، فهذا لا إشكال فيه، فكما يصح الإخبار عن جزم كأنْ يقول: إن جاء زيد غداً يكون كذا، ولا يدري هل زيد يجيء أوْ لا، لكنّه يعلم بأنه سيكون كذا على تقدير مجيئه، كذلك الإنشاء بقوله: بعتك هذا إنْ جاء زيد غداً، فهو يبيع عن جدّ وجزم ولكنّه لا يدري هل سيجئ زيد حقّاً أوْ لا، فإذن، لا تعليق في إنشائه، وجهله بحال المعلّق عليه غير مضر[1].
[1] هذا بناءً على اعتبار الجزم بالإضافة إلى القصد، وأمّا بناءً على عدم اعتباره لعدم الدليل عليه، فالجواب واضح تماماً.
Menu