الاستدلال لضمان المثلي بالمثل و القيمي بالقيمة بآية الاعتداء
قال:
وقد استدلّ في المبسوط والخلاف على ضمان المثلي والقيمي بالقيمة بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ)(1) بتقريب: أن مماثل ما اعتدى هو المثل في المثلي والقيمة في غيره.
أقول
استدلّ الشّيخ بالآية المباركة لضمان التالف المثلي بالمثل والقيمي بالقيمة… .
والاعتداء هو التجاوز عن الحدّ، و«الباء» للمقابلة، كقوله تعالى: (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ…)(2) وقوله: (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ…)(3) وقوله: (… بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ…)(4) و«المثل» قال الشيخ في الخلاف بعد الآية: «المثل مِثلان مثل من حيث الصّورة ومثل من حيث القيمة، فلما لم يكن للمنافع مثل من حيث الصّورة وجب أن يلزمه من حيث القيمة…»(5) وظاهر عبارته أن «ما» في الآية موصولة.
وتقريب الاستدلال: إن من تعدّى على شيء من أموالكم بالاستيلاء عليه، يجوز لكم التعدّي على أمواله، فإذا أتلف لكم شيئاً من الأموال جاز لكم الاستيلاء على ماله، إنْ كان مثليّاً فبالمثل، وإنْ كان قيميّاً فبالقيمة، لأن المثل مثلان كما ذكر.
(1) سورة البقرة: 194.
(2) سورة النحل: 126.
(3) سورة الحج: 60.
(4) سورة الاسراء: 88 .
(5) كتاب الخلاف 3 / 402.