الاستدلال لأعلى القيم بآية الاعتداء
وربما يقال(1): بدلالة آية الاعتداء على أعلى القيم، بتقريب: أن (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(2) كناية عن ضمان المعتدي، ومادام الإعتداء موجوداً فالضمان موجود، ولمّا بلغت القيمة إلى أعلى القيم كان طبيعي الاعتداء صادقاً، فثبت الضمان بالعين التي قيمتها كذا، ومقتضى (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) أخذ العين منه بمالها من القيمة الرّاقية، فإنْ ردّ العين سقط الضمان، لأنه بردّها خرج عن الاعتداء، ولا موضوع لقوله (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)سواء كانت العين حين الردّ بتلك القيمة أو نازلةً عنها. أمّا لو تلفت، فالمفروض أنّ العين بمالها من القيمة الرّاقية مورد للضمان، فالواجب عليه دفع أعلى القيم.
وفيه:
أوّلاً: قد ذكرنا سابقاً أنّه يحتمل أنْ تكون «ما» موصولةً، والمعنى: فاعتدوا عليه بمثل الذي اعتدى به عليكم، ويحتمل أنْ تكون مصدريّة، والمعنى: بمثل اعتدائه.
وثانياً: أنّ الآية في مقام بيان حكم التقاصّ ولا ربط لها بمسألة الضّمان.
(1) حاشية الإيرواني: 101 الحجرية.
(2) سورة البقرة: 194.