و هل يشترط الأعلمية في البلد ؟
يمكن اشتراط ذلك في البلاد الصغيرة، وأما الكبيرة ، فإنه يستلزم العسر والحرج، والأدلّة مطلقة.
وأما قول أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك رضي الله عنه : « اختر أفضل رعيتك »(1) ، فظاهر في الأولويّة.
وقال صاحب ( الجواهر ) قدّس سرّه باشتراط أن لا يكون الحاكم المجتهد انسدادياً، لأن الإنسدادي غير عالم، وقد اعتبر الشارع كونه عالماً بالأحكام، إلاّ إذا كان عالماً وقاطعاً بحكم الله تعالى وإن كان عن طريق ظني، لأن ظنّية الطريق لا تنافي قطعية الحكم، وأما مع كونه ظاناً بالحكم في حينه ، فلا يجوز الرجوع إليه ولا ينفذ حكمه.
أقول: وهذا متين ، إلاّ إذا صادف كون جميع الفقهاء في عصر من العصور انسداديين.
قال المحقق قدّس سرّه: « ويعم الجواز كلّ الأحكام ».
أقول: هذا إشارة إلى مذهب بعض العامة الذين خالفوا في هذا الحكم ، أو من فصّل ، فقال بنفوذه في بعض الأحكام فقط.
(1) وسائل الشيعة 18 : 163 . وعهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى مالك الأشتر رضي الله عنه مذكور في نهج البلاغة.