تسـيير الآلاف من الكوفة إلى خراسان
وكان من إجراءات زياد بن أبيه في الكوفة أنْ سيّر آلافاً من أهل الكوفة ـ وفيهم بعض الرجالات ـ بعيالاتهم إلى خراسان…
قال البلاذري: «ثمّ ولّى زيادُ بن أبي سفيان الربيعَ بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين خراسان، وحوّل معه من أهل المصرين ـ يعني الكوفة والبصرة ـ زهاء خمسين ألفاً بعيالاتهم، وكان فيهم بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو عبـد الله، وبمرو توفّي أيّام يزيد بن معاوية، وكان أيضاً أبو برزة الأسلمي عبـد الله بن نضلة، وبها مات، وأسكنهم دون النهر.
والربيعُ أوّل مَن أمر الجندَ بالتناهد، ولمّا بلغه مقتل حُجر بن عديّ الكندي غمّه ذلك، فدعا بالموت، فسقط من يومه فمات، وذلك سنة ثلاث وخمسين، واسـتخلف عبـد الله ابنه…»(1).
وروى الطبري، أنّه لمّا بلغه خبر حُجر قال: «لا تزال العرب تُقتل صبراً بعده، ولو نفرت عند قتله لم يُقتل رجل منهم صبراً، ولكنّها أقرّت فذلّت»(2).
وفي هذا الخبر قرائن على أنّ الّذين سيّرهم كانوا كلّهم أو كثيرٌ منهم من الموالين لأهل البيت عليهم السلام; ثمّ هل يصدّق الخبر بأنّه دعا بالموت فسقط فمات بصورة طبيعيّـة؟!
(1) فتوح البلدان: 400 ـ 401.
(2) تاريخ الطبري 3 / 240 حوادث سـنة 53 هـ.