المطلب الثاني: في تكرار البكاء عليه و اسـتمراره:
قال الإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام لمّا سُئل عن كثرة بكائه على أبيه واسـتمراره على ذلك، في ما رواه الحافظ أبو نُعيم:
«لا تلوموني! فإنّ يعقوب فقد سـبطاً من وُلده، فبكى حتّى ابيضّت عيناه ولم يعلم أنّه مات; وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غزاة واحدة، أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟!»(1).
فالإمام عليه السلام استشهد بقصّة يعقوب، وكثرة بكائه واستمراره على ذلك كلّما ذكره… كما في القرآن الكريم… حتّى ابيضّت عيناه…
والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا أمر بالبكاء على سيّدنا حمزة عليه السلام، جعل الناس يبكون حمزة كلّما أرادوا البكاء على قتلاهم أو موتاهم، والنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرّهم على ذلك… قالوا: فكانت هذه سُـنّة عند المسلمين في المدينة المنوّرة، وكانت عادة باقية مسـتمرّة لقرون كـثيرة، قال الحاكم: «وإلى يومنا هذا»(2).
(1) حلية الأولياء 3 / 138.
(2) المسـتدرك على الصحيحين 1 / 537 ح 1407.