وَ مُنْتَهَى الْحِلْمِ
إن من يتحمّل النوائب التي ترد على الإنسان، والتي من طبيعتها إثارة غضبه، فيضبط نفسه، ولا يفعل ولا يقول شيئاً منافياً للأخلاق الفاضلة… يوصف بـ«الحلم». لأن الحلم ـ كما قال الراغب ـ :
ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب(1).
وهكذا كان أهل البيت عليهم الصّلاة والسّلام، بل إنهم قد بلغوا في هذا الوصف منتهاه، لأنّ الذي لاقوه من الأذى والمصيبة لم يلقه أحدٌ من هذه الأمّة، فكانوا غايةً في الحلم والصبر والتحمّل، وهم القدوة والاسوة في هذه الصّفات ولا مثيل لهم في ذلك.
(1) المفردات في غريب القرآن: 129.