وَ سَاسَةَ الْعِبَادِ
«السياسة» لغة
«السّاسة» جمع «السّائس». قال الفيّومي: ساس زيد الأمر يسوسه سياسةً: دبّره وقام بأمره(1).
وقال ابن منظور: السَّوْسُ الرياسة، يُقال: ساسوهم سَوْساً، وإذا رأَّسوهُ قيل: سوَّسوه وأساسوه. وساس الامر سياسة، أي قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسوّاس، أنشد ثعلب:
سادة قادة لكلّ جميع *** ساسةٌ للرجال يوم القتالِ
وسوَّسَهُ القوم: جعلوه يسوسُهم… .
وفي الحديث: «كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبياؤهم».
أي: تتولّى أُمورهم كما يفعل الامراء والولاة بالرعيّة من الناحيتين الماديّة والمعنويّة.
والسّياسة: القيام على الشيء بما يصلحه.
ونلاحظ في الكتب الأخلاقية بحوثاً عن اُسلوب وسلوك ربّ العائلة مع أفراد عائلته، وكيفية تعامله معهم بما يهديهم ويرشدهم عملياً إلى أفضل سبل العيش في الحياة. كما أنه لابدّ لمن يلي أمر السياسة لحيٍّ من الأحياء أو مدينة من المدن، أن يضع خطّة لإدارة أُمور تلك المنطقة بما يصلح شؤون أهاليها الماديّة والمعنويّة، لما فيه سعادتهم في الدارين.
بناءً على ذلك، فإن المهمّة التي أو كلّها الله إلى الأئمّة من آل محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، هي إدارة أُمور البشرية وتدبيرها، لتصل إلى ساحل الخير والصّلاح والطمأنينة والسّعادة في الدّارين.
(1) المصباح المنير: 295.