وَ الْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ
في كلمة «المخلصين» وجهان:
يمكن أن تكون بفتح اللاّم، فالجملة إشارة إلى قوله تعالى:
(إِلاّ عِبادَ اللّهِ الْمُخْلَصينَ)(1).
ويمكن أن تكون بكسر اللاّم، فهي إشارة إلى قوله تعالى:
(وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ)(2).
وفي كلتا الآيتين ذكر العبادة… .
و«الإخلاص» مصدر «خلص» قال في مجمع البحرين: والخالص في اللّغة كلّما صفى وتخلّص ولم يمتزج بغيره…(3).
فمن تخلص معرفته بالله ويخلص عبادته له ويصفّيها من كلّ أنواع الشوائب، يخلصه الله لنفسه، فيكون مخلِصاً ومخلَصاً.
ومن الواضح جدّاً أنّ العبادة فرع المعرفة، والمعرفة أساس الدين، قال أمير المؤمنين:
أوّل الدين، معرفته.
وكمال معرفته، التصديق به.
وكمال التصديق به، توحيده.
وكمال توحيده، الإخلاص له.
وكمال الإخلاص له، نفي الصّفات عنه(4).
(1) سورة الصّافات، الآية: 40.
(2) سورة البيّنة، الآية: 5.
(3) مجمع البحرين 4 / 169.
(4) نهج البلاغة، الخطبة رقم: 1.