وَ الْمَثَلِ الاَْعْلَى
«المَثَل» لغةً
تأتي كلمة «مَثَل» بثلاثة معاني:
الأوّل: ما قاله الراغب الإصفهاني:
المثل عبارة عن قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليُبيّن أحدهما الآخر ويصوّره(1).
والأمثال تُضرب في جميع اللّغات، وهو ينشأ من حدوث قضيّة معيّنة في زمن معين فيطلق فيها قول يذهب مثلا، ويمتاز بقوة التعبير والوجازة والبلاغة، فيضرب على مرّ العصور على الوقائع المشابهة له، إذ تعطي مفهوماً ينطبق عليه.
ففي المثل: «في الصيف ضيَّعتِ اللّبن» هكذا يقال ـ بكسر التاء ـ إذا خوطب به المذكر والمؤنث والمثنّى والجمع; لأنّ أصل المثل اِنما خوطِب به امرأة وكانت تحت رجل موسر فكرهته لِكبَرِه، فطلّقها فتزوّجها رجل مملق، فبعثت إلى زوجها الأوّل تستميحه فقال لها: «في الصّيف ضيّعت اللّبن» فذهبت مثلا(2).
والمثل بهذا المعنى يجمع على «أمثال».
وليس هو المقصود في عبارة «المثل الأعلى».
الثاني: وهو الذي يجمع على «الأمثلة» ويؤتى به على سبيل المثال في الدروس الأدبية إذا ما اُريد تقريب المفهوم للأذهان، فمثلا في مبحث المبتدأ والخبر وتعريفهما يقال: «زيد قائم». فيتبيّن من ذلك أن: زيد مبتدأ، وقائم خبره.
وهو أيضاً غير مقصود في العبارة المذكورة.
(1) المفردات في غريب القرآن: 462.
(2) لسان العرب: 8 / 232.