وَ أُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ
«الأمانة» لغة
«الأُمناء» جمع «الأمين» وهو المؤتمن على الشيء.
ومفهوم الأمانة يتقوّم بثلاثة أُمور:
1 ـ المُؤتَمِن. وهو الذي يودِعُ الشيء لدى أحد.
2 ـ المُؤتَمَن. وهو الذي يودَعُ عنده الشيء.
3 ـ الشيء المؤمَّن. وهو الشيء المودَع من قبل المودِع لدى المؤتَمَن. وليس بالضرورة أن يكون شيئاً من الأعيان، فقد يكون كلاماً أو خبراً يودع عند الشخص ويطلب منه أنْ لا ينتشر، كما في الأحاديث عن النبيّ وآله، فعن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
المجالس بالأمانة(1).
فعلى ذلك، يمكن أن تكون الأمانة شيئاً مادّياً أو معنوياً، وإذا لم يتوفّر طرف من الأطراف الثلاثة، لا يتحقق عنوان الأمانة مطلقاً.
إلاّ أن «أُمناء الرحمن» قد اشتمل على طرفين، فما هو الشيء الذي أودعه الله تعالى لدى أهل البيت عليهم السّلام فأصبحوا بموجبه أمنائه؟
إنه لمّا كانت عبارة «اُمناء الرحمن» يفهم منها الإطلاق ولم تتحدّد بقرينة، بل إنّ الإضافة إلى الرحمة الرحمانيّة أيضاً يقتضي الإطلاق، كما سيأتي، وتكون الأمانة غير محدّدة بشيء، بل تشمل كلّ أُمور العالم ـ ماديّة ومعنويّة ـ فهي مودعة عند الأئمّة عليهم السّلام.
(1) الكافي 2 / 660.