وَ أَوْلِيَاءَ النِّعَمِ
أقسام النعمة
لا شك أن جميع النعم من الله سبحانه، كما قال عزّ من قائل:
(وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَة فَمِنَ اللّهِ)(1).
ومن الواضح أن نعمه لا تحصى، وكما قال:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها)(2).
والنعم على قسمين:
النعمة الماديّة.
النعمة المعنويّة.
وكلّ قسم على قسمين:
النعمة الظاهريّة.
النعمة المعنويّة.
قال تعالى:
(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً)(3).
والنعمة ـ كما قال الراغب ـ هي: الحالة الحسنة… .
والنعماء بإزاء الضرّاء قال:
(وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرّاءَ مَسَّتْهُ)(4).
وعلى الجملة، فإن الألف واللاّم في «النعم» للعموم، فكلّ نعمة ماديّة أو معنويّة، ظاهرة أو باطنة، صغيرة أو كبيرة، وكلّ ماله دخلٌ في طيب الحياة وحسن الحال، من الشمس والقمر والهواء… وأعضاء البدن، والمال، والزوجة المطيعة والولد الصالح وغير ذلك، فإنّ النبيّ وأهل بيته الطّاهرين هم «الأولياء» لها، ومن المعلوم أن أفضل النعم ـ بعد الوجود ـ هو الإيمان والمعرفة… .
و«الأولياء» جمع الوليّ، وقد فسّره مولانا الصّادق عليه السّلام بتفسير قوله تعالى:
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا…)(5).
بقوله: «يعني: أولى بكم، أي أحقّ بكم وبأُموركم من أنفسكم وأموالكم، الله ورسوله والذين آمنوا، يعني: علياً وأولاده الأئمّة إلى يوم القيامة»(6).
فالولي وجمعه «الأولياء» هو الذي يكون أحقّ بمن له الولاية عليه وماله من نفسه، كما في قولنا: وليّ المرأة زوجها، ووليّ الصغير والده، وهكذا، وهذا ما نصّ عليه اللغويون أيضاً، وأوضحناه تماماً بتفسير الآية المباركة، وكذا بشرح قوله صلّى الله عليه وآله: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» في كتابنا الكبير(7).
(1) سورة النحل، الآية: 53.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 34.
(3) سورة لقمان، الآية: 20.
(4) سورة لقمان، الآية: 20.
(5) سورة المائدة، الآية: 55.
(6) الكافي 1 / 288.
(7) نفحات الأزهار، الأجزاء: 6، 7، 8 ، 9.