وَ أَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ
«الوصيّ» لغةً وشرعاً
«الأوصياء» جمع «الوصي». قال ابن فارس:
وصي… أصل يدلّ على وصل شيء بشيء، ووصيت الشيء: وصلته… والوصيّة من هذا القياس، كأنه كلام يوصى، أي يوصل(1).
وأضاف صاحب التاج:
وأوصاه إيصاءً ووصّاه توصيةً: إذا عهد إليه(2).
وفيه وفي اللسان:
الوصي… لقب علي رضي الله عنه(3).
ثم قال في التاج: سمّي به لاتّصال سببه ونسبه وسمته بنسب رسول الله وسببه وسمته.
هذا كلامه، ولم يؤد المطلب حقّه كما سيظهر.
وفي الفقه كذلك، وفي عبارة الشهيد الأول كفاية حيث قال في كتاب الوصيّة:
هي فعليّة، من وصى يصي، إذا وصل الشيء بغيره، لأن الموصي يصل تصرّفه بعد الموت بما قبله، ويقال: وصي للموصي وللموصى له…(4).
فالوصي في الحقيقة امتداد للموصي، وبواسطته تستمرّ تصرّفاته، فيقوم «الوصي» مقام «الموصي» وينزّل منزلته… .
ونفس هذا المعنى هو المقصود من الكلمة في القرآن الكريم، كقوله سبحانه:
(وَوَصّى بِها إِبْراهيمُ بَنيهِ)(5).
(1) معجم مقاييس اللغة 6 / 116.
(2) تاج العروس 20 / 296.
(3) المصدر 20 / 297، لسان العرب 15 / 394.
(4) الدروس الشرعية 2 / 293.
(5) سورة البقرة، الآية: 132.