وَ أَبْوَابَ الاِْيمَانِ
قد نُزّل «الايمان» بمنزلة مكان يراد الدخول إليه، ونزّل الأئمّة بمنزلة «الأبواب» لذلك المكان.
ويتمّ شرح هذه الجملة وفهم المقصود منها ببيان نقاط:
1 ـ إنّ أيّ مكان محصور يراد الدخول فيه يلزم نصب الباب أو الأبواب له من أجل الدخول عن طريقه.
2 ـ إنّ الباب يعدّ من أجزاء ذلك المكان بل من أجزائه الرئيسيّة.
3 ـ إنّ الدخول في المكان لا عن طريق الباب المعدّ لذلك قبيح عقلاً وعقلاءً، وغير جائز شرعاً، ولذا قال سبحانه:
(وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).(1)
4 ـ إن تحقق الدخول في أيّ مكان من الأمكنة المتعلّقة للغير منوط بأمرين:
أحدهما: وجود المقتضي للدخول، لأنّه ليس كلّ واحد بأهل للدخول إلى كلّ مكان، بل لابدّ أن تكون هناك مناسبة بينه وبين المكان، فالأهلية واللّياقة للدخول فيه شرط.
والثاني: عدم المانع، بأنْ ينتفي المانع من الدخول من قبله ومن قبل المكان ومن بيده الأمر، فقد يوجد المقتضي وينتفي المانع من قبله ولكنّ صاحب المكان لا يأذن، ولذا قال تعالى:
(وَإِنْ قيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا)(2).
5 ـ إنّ من الأمكنة ما يمتنع إتيانه من ظهره لو اُريد ذلك، لعلوّ السّور المحيط به واستحكامه مثلاً، والدخول من الباب وهو الطريق الوحيد، فإنْ دخل منه وإلاّ لم يكن من أهل ذاك المكان.
6 ـ إنه قد لا يكون للمكان ـ وإنْ كان واسعاً جدّاً ـ إلاّ باب واحد.
(1) سورة البقرة، الآية: 189.
(2) سورة النور، الآية 28.