وجود النبيّ و الأئمّة نعمة
إنه كما أنّ بعثة رسول الله صلّى الله عليه وآله نعمة لا تقدّر، ولذا قال عزّ وجلّ:
(لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ…)(1).
كذلك أصل وجود الأئمّة… كما جاء بتفسير قوله تعالى:
(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعيمِ)(2).
قال الحاكم الحسكاني:
حدّثونا عن أبي بكر السبيعي ]قال:[ حدّثنا عليّ بن العباس المقانعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين، حدّثنا حسن بن حسين ]قال:[ حدّثنا أبو حفص الصائغ ]عمر بن راشد[ عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعيمِ) قال: نحن النعيم. وقرأ (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذي أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ).
فرات قال: حدّثني عليّ بن العباس، حدثنا الحسن بن محمّد المزني، حدّثنا الحسن بن الحسين، عن أبي حفص قال: سمعت جعفر. به سواء.
]وأيضاً قال فرات:[ حدّثني علي بن محمّد بن مخلد الجعفي، حدّثنا إبراهيم بن سليمان، حدّثنا عبيد بن عبدالرحمان التيمي، حدّثنا أبو حفص الصائغ قال: قال عبدالله بن الحسن ]في قوله تعالى[: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعيمِ)]قال: يعني[ عن ولايتنا، والله يا أبا حفص.
وعن أمير المؤمنين عليه السّلام: ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول الله وعدلوا عن وصيّه، لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب، ثم تلا هذه الآية:
(أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ * جَهَنَّمَ)(3).
ثمّ قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة(4).
(1) سورة آل عمران، الآية: 164.
(2) سورة التكاثر، الآية: 8 .
(3) سورة إبراهيم، الآية: 28.
(4) شواهد التنزيل 2 / 476 ـ 477.