هم الأركان في الهداية و التزكية و التعليم و المغفرة
وللأئمة الطاهرين آثار معنويّة عظيمة للإنسان، من أهمّها:
1 ـ الهداية
2 ـ التزكية
3 ـ التعليم
وأنت تجد الكلام على كلّ واحد من هذه الأُمور في هذا الكتاب بشيء من التفصيل.
ومن الآثار المترتّبة على وجودهم: رفع العذاب عن الناس بهم كما رفع بجدّهم رسول الله إذ قال الله عزّ وجلّ:
(وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فيهِمْ وَما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(1).
ومن الآثار المترتّبة على وجودهم: بقاء الاُمة على الإيمان، كما كان جدّهم رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ قال الله سبحانه:
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللّهِ وَفيكُمْ رَسُولُهُ)(2).
قال النيسابوري في تفسيره:
«(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ) استفهام بطريق الإنكار والتعجّب، والمعنى: من أين يتطرّق إليكم الكفر، والحال أن آيات الله تتلى عليكم على لسان الرسول صلّى الله عليه وآله غضّة في كلّ واقعة، وبين أظهركم رسول يبيّن لكم كلّ شبهة ويزيح عنكم كلّ علّة… .
قلت: أمّا الكتاب، فإنه باق على وجه الدهر، وأما النبي صلّى الله عليه وآله، فإنه وإنْ كان قد مضى إلى رحمة الله في الظاهر، ولكن نور سرّه باق بين المؤمنين، فكأنه باق، على أن عترته صلّى الله عليه وسلّم ورثته، يقومون مقامه بحسب الظاهر أيضاً، ولهذا قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين»…»(3).
ومن الآثار المترتبة على وجودهم: حفظ الاُمة من الاختلاف، كما في الحديث:
النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لاُمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس(4).
ومن الآثار المترتّبة على وجودهم: كونهم الوسيلة للوصول إلى الكمال لمن توسّل بهم.
إنّ التوسّل بالأئمّة الأطهار مفتاح الحصول على كلّ خير وسلّم الوصول إلى كلّ كمال، ومن المناسب أن أورد هنا ترجمة ما أوصاني به جدّي الراحل، المرجع الديني الكبير، المرحوم السيد محمّد هادي الميلاني طيّب الله ثراه وبخطّ يده، فقد قال رحمه الله ما ترجمته:
«إن العمدة في استكمال مراتب الفضيلة أربعة أشياء:
الأوّل: المعارف الالهية.
والثاني: التقوى.
والثالث: الفقه والأصول.
والرابع: مكارم الأخلاق.
فإنّ اجتماع هذه الأركان الأربعة في غاية الأهميّة، وهو المستعان سبحانه وتعالى.
وإنّ الدعاء والتوسّل بمقام الولاية وطلب العناية المباركة من وليّ العصر أرواحنا فداه، هي الوسيلة لنيل تلك الأركان الأربعة. إن شاء الله تعالى».
(1) سورة الأنفال، الآية: 33.
(2) سورة آل عمران، الآية 101.
(3) تفسير النيسابوري = غرائب القرآن ورغائب الفرقان 1 / 347.
(4) المستدرك على الصحيحين 3 / 162.