نزول الملك إلى الزهراء الطّاهرة
وأمّا الصدّيقة الطّاهرة، فالروايات في ذلك كثيرة، كالخبر عن أبي عبدالله الصّادق عليه السّلام قال:
«إن الله تبارك وتعالى لمّا قبض نبيَّه صلّى الله عليه وآله، دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ، فأرسل إليها مَلَكاً يسلّي عنها غمّها ويحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال لها:
إذا أحسست بذلك فسمعتِ الصوت فقولي لي، فأعلمته، فجعل يكتب كلّما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً»(1).
وأخرج الحاكم بإسناده عنه عليه السّلام عن جابر أنه قال:
لمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه وآله عزّتهم الملائكة ـ يسمعون الحسّ ولا يرون الشخص ـ فقالت: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته: إنّ في الله عزاءً من كلّ مصيبة وخَلَفاً من كلّ فائت، فبالله فثقوا وإيّاه فارجوا، فإنما المحروم من حرم الثواب. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته(2).
(1) بصائر الدرجات: 392.
(2) المستدرك على الصحيحين 3 / 57.