من روايات عرض الأعمال عليهم
وكذلك الروايات الواردة في عرض أعمال العباد على الإمام عليه السّلام:
عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السّلام قال: تعرض الأعمال على رسول الله صلّى الله عليه وآله أعمال العباد كلّ صباح أبرارها وفجّارِها فاحذروها، وهو قول الله تعالى: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ)(1) وسكت.
وعن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبدالله عليه السّلام عن قول الله عزّ وجلّ: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) قال: هم الأئمّة.
وعن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السّلام قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله صلّى الله عليه وآله؟! فقال رجلٌ: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤا رسول الله وسرّوه.
وعن عبدالله بن أبان الزيّات وكان مكيناً عند الرضا عليه السّلام قال: قلت للرضا: ادع الله لي ولأهل بيتي فقال: أولست أفعل؟ والله إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة; قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ، كتاب الله عزّ وجلّ: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)؟ قال: هو والله عليّ بن أبي طالب.
وعن يحيى بن مساور، عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه ذكر هذه الآية: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال: هو والله عليُّ بن أبي طالب.
وعن الوشّاء: قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: إنّ الأعمال تعرض على رسول الله صلّى الله عليه وآله أبرارها وفجارها(2).
بل إن الملائكة الموكّلين بتدبير الأُمور، الذين أشار إليهم قوله تعالى:
(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْرًا)(3).
يعرضون ما اُمروا به على الإمام عليه السّلام، كما في الخبر:
«ما من ملك يهبطه الله في أمر، ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر(4).
(1) سورة التوبة، الآية: 105.
(2) الكافي 1 / 171.
(3) سورة النازعات، الآية: 5.
(4) الكافي 1 / 219.