من الأحاديث في أن النبي و آله خيرة ربّ العالمين
وفي هذا إشارة إلى الأحاديث القطعيّة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، كالحديث:
إنّ الله خلق الخلق… وقد تقدّم.
والحديث:
إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم(1).
والحديث عن بعض الصّحابة:
إنّ الله تعالى اختار لنبيّنا خير الأنساب من لدن آدم إلى أنْ اُخرج من صلب أبيه عبدالله، فجعل خير الناس من ولد إسماعيل، فتكلّم بالعربية وتكلّم إسحاق على لسان أبيه، فولد إسماعيل العرب، ثم جعل خير الناس كنانة، ثم جعل خير العرب قريشاً وخير قريش بني هاشم، ثم جعل خير بني هاشم بني عبدالمطلب، ثم خير بني عبدالمطلب نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله فبعثه رسولاً واتّخذه نبيّاً وأهبط عليه جبرئيل بالوحي وقال له: طفت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر أفضل منك(2).
عن علي عليه السّلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال:
قسّم الله تبارك وتعالى أهل الأرض نصفين، فجعلني في خيرهما، ثمّ قسّم الآخر النصف على ثلاثة فكنت خير الثلاثة ثم اختار العرب من الناس، ثم اختار قريشاً من العرب، ثم اختار بني هاشم من قريش، ثم اختار بني عبدالمطلب من بني هاشم، ثم اختارني من بني عبدالمطلب(3).
وفي حديث بعد أن قال ما ذكر:
فأنا من خيار إلى خيار(4).
فالأئمّة خيرة ربّ العالمين، وعترة من هو خيار من خيار، والذي اُضيف إلى «ربّ العالمين» للإشارة إلى كونه الأفضل من بين جميع المربوبين في جميع العوالم، والذي قال:
«أدّبني ربّي فأحسن تأديبي»(5).
والذي قال ولده الإمام الصّادق عليه السّلام في وصفه:
إنّ الله عزّ وجلّ أدّب نبيّه فأحسن أدبه، فلمّا أكمل له الأدب قال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيم)(6). ثم فوّض إليه أمر الدين والاُمة ليسوس عباده، فقال عزّ وجلّ (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(7).
وإن رسول الله صلّى الله عليه وآله كان مسدّداً موفّقاً مؤيّداً بروح القدس، لا يزلّ ولا يخطئ في شيء ممّا يسوس به الخلق، فتأدّب بآداب الله…(8).
ثم إنّ رسول الله قال في حق علي:
«علي منّي بمنزلتي من ربّي»(9).
وأمر بالتمسّك بعترته أهل بيته والقرآن بقوله:
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلّوا… قال: ألا، وإني سائلكم حين تردون عليّ الحوض كيف خلفتموني في كتاب الله وعترتي… .
وهم الأئمّة عليهم السّلام.
وهذا شرح «وعترة خيرة ربّ العالمين».
(1) أمالي المفيد: 216، صحيح مسلم 11 / 380 بتفاوت يسير.
(2) فتوح الشام 2 / 19.
(3) الخصال 1 / 36.
(4) مجمع الزوائد 8 / 396، إمتاع الأسماع 3 / 204.
(5) بحار الأنوار 68 / 342.
(6) سورة القلم، الآية: 4.
(7) سورة الحشر، الآية: 7.
(8) الكافي 1 / 266.
(9) الرياض النضرة 2 / 163، السيرة الحلبيّة 3 / 391.