كتاب الحجّاج إلى علماء عصره في القضاء و القدر
وممّا يشهد برجوع الهدايات في الإسلام إلى الأئمّة عليهم السّلام:
ما روي من أنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي كتب إلى الحسن البصري، وإلى عمرو بن عبيد، وإلى واصل بن عطا، وإلى عامر الشعبي، أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم في القضاء والقدر.
فكتب إليه الحسن البصريّ: إنّ أحسن ما انتهى إليّ ما سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال: أتظنُّ أنّ الّذي نهاك دهاك؟ وإنّما دهاك أسفلك وأعلاك، والله بريء من ذاك.
وكتب إليه عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: لو كان الزور في الأصل محتوماً كان المزوّر في القصاص مظلوماً.
وكتب إليه واصل بن عطا: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: أيدلّك على الطريق ويأخذ عليك المضيق؟
وكتب إليه الشعبيّ: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: كلّ ما استغفرت الله منه فهو منك، وكلّ ما حمدت الله عليه فهو منه.
فلمّا وصلت كتبهم إلى الحجّاج ووقف عليها قال: لقد أخذوها من عين صافية(1).
(1) الطرائف 2 / 329، كنز الفوائد 1 / 364، متشابه القرآن 1 / 201.