قبورهم أيضاً «كهف الورى»
فهم «كهف الورى» مع كونهم ميّتين ظاهريّاً بارتحالهم عن عالم الدنيا:
قال الخطيب البغدادي: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلاّل يقول: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلاّ سهّل الله لي ما اُحبّ»(1).
وقال ابن حجر العسقلاني:
قال الحاكم: سمعت أبا بكر محمّد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر ابن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافرون، إلى زيارة قبر علي بن موسى الرّضا بطوس، فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خزيمة ـ لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا»(2).
وما أكثر من يأس منهم الأطباء والأخصائيّون في علاج الأمراض المستعصية، وأخبروهم بعجزهم فتوجّهوا نحو قبر الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام لاجئين إلى كهفه وعارضين شكواهم عليه، فآواهم وشافى أمراضهم ووهبهم حنانه ورأفته، فرجعوا إلى أهليهم سالمين معافين بلطف الرضا عليه السّلام.
هل يمكن أن ينكر أحد هذا الأمر الوجداني الواقعي؟
(1) تاريخ بغداد 1 / 120.
(2) تهذيب التهذيب 7 / 339.