علم الأئمّة بلغات الحيوانات و حالاتها:
ومن الأخبار في علم الإمام عليه السّلام بلغات الحيوانات وحالاتها: ما روي عن سليمان الجعفري، عن الرّضا عليه السّلام: «إنّ عصفوراً وقع بين يديه وجعل يصيح ويضطرب، فقال: أتدري ما يقول؟ قلت: لا. قال: يقول لي: إن حيّةً تريد أن تأكل فراخي في البيت، فقم وخذ تلك النسعة(1) وادخل البيت واقتل الحيّة. فقمت وأخذت النسعة ودخلت البيت وإذا حيّة تجول في البيت فقتلها»(2).
وعن أبي عبدالله عليه السّلام، قال: «قال رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: استوصوا بالصنانيات خيراً ـ يعني الخطاف ـ فإنّه آنس طير بالناس هم. ثمّ قال رسول الله: أتدرون ما تقول الصنانية إذا هي ترغّمت؟ تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين. حتّى تقرأ أُمّ الكتاب، فإذا كان في آخر ترغّمها قالت: ولا الضالّين»(3).
فالحاصل من كلّ ذلك: إن كلّ البرايا وبحسب قوانين خلقتها لابدّ وأن يكون لها ما تفزع إليه وتلجأ وتستنجد به، حينما يداهمها ما لا تطيقه، ليكون كهفها الحصين الذي يخرق القوانين الطبيعيّة ولا يتقيّد بحدودها إذا ما لزم الأمر، وهم النّبي والأئمّة عليهم السّلام، حيث لا يحدّهم وجودهم في هذا العالم عن الحضور وتسيير الأُمور في عوالم أخرى، ولا يخضعون لموازين ما قبل وما بعد الموت إذا أرادوا التصرف في هذا الكون.
(1) النسعة: سير عريض من جلد، مجمع البحرين 4 / 397.
(2) وسائل الشيعة 11 / 636.
(3) وسائل الشيعة 11 / 524.