ظلمة الذنوب
والظلمة الخامسة: ظلمة الذنوب، فإنّ الأئمّة عليهم السّلام هم السّبب لخروج المؤمنين من ظلمة الذنوب إلى نور التوبة، فقد ورد بتفسير قوله تعالى:
(اللّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ…)(1).
عن الشيخ الكليني بإسناده عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبدالله عليه السّلام: إنّي اُخالط الناس، فيكثُر عَجَبي من أقوام لا يتولّونكم، ويتولّون فلاناً وفلاناً، لهم أمانة وصِدْق ووَفاء، وأقوام يتولّونكم، وليس لهم تلك الأمانة، ولا الوفاء، ولا الصدق!
قال: فاستوى أبو عبدالله عليه السّلام جالساً، فأقبل عليّ كالغَضْبان، ثمّ قال: «لا دِينَ لِمَنْ دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عَتَب على من دان بولاية إمام عادل من الله».
قلت: لا دين لاُولئك، ولا عَتَب على هؤلاء؟
قال: نعم، لا دين لاُولئك وَلا عَتَب على هؤلاء ـ ثمّ قال ـ : ألا تسمع لقول الله عزّ وجلّ: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)يعني من ظُلُمات الذُنوب إلى نور التوبة والمَغْفِرَة، بولايتهم كلّ إمام عادل من الله. وقال: (وَالَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) إنما عنى بهذا أنّهم كانوا على نورِ الإسلام، فلمّا تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله عزّ وجلّ، خرجوا بولايتهم إيّاه من نور الإسلام إلى ظُلمات الكُفر، فأوجب الله لهم النار مع الكُفّار، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون»(2).
(1) سورة البقرة، الآية: 257.
(2) الكافي 1 / 307 / 3.