شأن العلم في الإسلام
ولا يخفى شأن العلم وقدره وقيمته في المنظور الإسلامي، وما ورد في الحثّ على طلب العلم وتحصيله لا يمكن إحصاؤه، ولقد بلغ قدر العلم حدّاً أوجب احترام العالم وإن كان كافراً كما هو الحال عند العقلاء، وذلك، لأن العلم نور وكمال، والجهل نقص وظلام.
نعم، تتفاوت العلوم في المرتبة، فلذا كان شرف العلم بشرف موضوعه، وكلّما كان الموضوع أشرف كان العلم أشرف، ومن هنا كانت العلوم الإلهية أشرف من غيرها.
كما أن الغرض من طلب العلم يختلف:
فمن الناس من يطلب العلم لله وللأجر الأخروي.
ومنهم من يطلبه من أجل الفوائد الدنيويّة.
ومنهم من يطلبه لنفسه.
لكنّه إذا طلب لله تحقّقت جميع الأغراض الماديّة والمعنويّة.
ثم إنّ طلب العلم في الإسلام لا يحدّ ولا يختصُّ بزمان دون زمان، كما ورد:
«اطلبوا العلم من المهد إلى اللّحد»(1).
ولا بمكان دون مكان، كما ورد:
«اطلبوا العلم ولو بالصّين»(2).
ولا بحال دون حال، كما ورد:
طلب العلم فريضة في كلّ حال(3).
(1) كشف الأسرار في شرح الاستبصار 1 / 73.
(2) بحار الأنوار 1 / 177، روضة الواعظين 1 / 11، عوالي اللآلي 4 / 70، الأنساب 3 / 577 «الصيني».
(3) وسائل الشيعة 27 / 27.