دراسة حُول الزّيارَة الجامِعَة الكبيرة
* سندها
* استشهاد العلماء بها
* شروحها
* إنها غنيّة عن السند
* من كلمات الأكابر بشأنها
قد نصّ غير واحد من أكابر علمائنا على أن الزيارة الجامعة من الزيارات التي لا شك في صدورها عن المعصوم عليه الصّلاة والسّلام، وهو الإمام علي بن محمّد الهادي.
وأما السّبب في تسميتها بالزيارة الجامعة، فهو أنّ الراوي قد طلب من الإمام أن يعلّمه قولاً إذا زار واحداً منهم عليهم السّلام، وأن المضامين المشتملة عليها صادقة على كلّ واحد من الأئمّة الطاهرين، وأن بالإمكان زيارة جميع الأئمّة المعصومين عليهم السّلام بها، بأنْ يخاطب بها كلّهم معاً.
ويبقى الكلام في زيارة مولانا الإمام المهدي عليه السّلام بها، فقد يمنع من ذلك، لبعض ما جاء في الزيارة من قبيل «لائذ عائد بقبوركم».
وأمّا زيارة النبي الأكرم والصدّيقة الطاهرة فوجه المنع أقوى.
نعم، الظاهر أنه لا مانع من زيارة النبيّ وأهل بيته مجتمعين، لجواز تصحيح ذلك من باب التغليب، والله العالم.
سند الزيارة الجامعة
وعلى الرغم من وثوقنا وإطمئناننا بصدور هذه الزيارة عن الإمام الهادي ـ عليه السّلام ـ إلا أنّه لابدّ من إستيفاء البحث في صحة سندها وإثبات ذلك.
وقد رواها شيخ المحدّثين ابن بابويه الصّدوق رحمه الله في كتابه (عيون أخبار الرضا عليه السّلام) قائلاً:
حدثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضي الله عنه، ومحمّد ابن أحمد السناني، وعليّ بن عبدالله الورّاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتِّب، قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، وأبو الحسين الأسدي قالوا: حدّثنا محمّد بن إسماعيل المكي البرمكي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي قال: قلت لعلي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السّلام ـ علّمني يابن رسول الله…(1).
أمّا في كتاب (من لا يحضره الفقيه) فقد قال:
روى محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا موسى بن عبدالله النخعي، قال قلت لعلي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام: علّمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم…(2).
هذا سند الزيارة الجامعة الكبيرة.
(1) عيون أخبار الرضا 1 / 305.
(2) من لا يحضره الفقيه 2 / 609.