خلقة شيعتهم من طينتهم
وما ورد في أنّ شيعتهم مخلوقون من طينتهم، كالخبر عن رسول الله يخاطب عليّاً عليهما السّلام:
شيعتك منّا خلقوا من فاضل طينتنا(1).
وكالخبر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:
«إن الله خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا ممّا خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وقلوبهم نحنّ إلينا، لأنها خلقت ممّا خُلِقنا، ثم تلا هذه الآية (كَلاّ إِنَّ كِتابَ الاَْبْرارِ لَفي عِلِّيِّينَ * وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)(2).
وخلق عدوّنا من سجّين، وخلق قلوب شيعتهم ممّا خلقهم، وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت ممّا خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية (كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفي سِجِّين * وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذ لِلْمُكَذِّبينَ)(3).
وهذا الحديث رواه الحافظ ابن عساكر بترجمة «علي بن إسحاق بن رداء أبو الحسين الغسّاني الطبراني» قال:
سمع العباس بن الوليد بن مزيد ببيروت وعلي بن نصر النصري وأبا إسحاق إبراهيم بن الوليد، وعبدالله بن الهيثم العبدي، ومحمّد بن عزيز الأيلي، وإدريس بن سليمان بن أبي الرّباب، ومحمّد بن يزيد المستملي.
روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني، وأحمد بن عبدالله بن أبي دُجَانة، ومحمّد بن محمّد بن يعقوب الحَجّاجي، وأبو الحسين ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة الموصلي، وأبو الحسن علي بن الحسين بن بُنْدَار الأذني القاضي، وأبو سليمان بن زبر.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب، وأبو طاهر بن محمود، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسين علي بن إسحاق بن رداء القاضي، قاضي الطبرية، بالطبرية، نا علي بن نصر البصري، نا عبدالرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه رفعه قال: إنّ الله خلق عليين، وخلق طينتنا منها، وخلق طينة محبّينا منها، وخلق سجّين وخلق طينة مبغضينا منها، فأرواح محبّينا تتوق إلى ما خُلقت، وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خُلقت منه.
قال ابن المقرئ: هكذا حدّثناه علي بن رداء وكان أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام، رحمه الله.
وعلي بن نصر ذكر: أنه شيخ بصري له قدر عظيم»(4).
(1) روضة الواعظين 2 / 296.
(2) سورة المطفّفين، الآية: 18 ـ 21.
(3) الكافي 1 / 390.
(4) تاريخ مدينة دمشق 41 / 255 ـ 256.