خزّان علم الكتاب
وجميع حقائق القرآن الكريم والعلوم المودعة فيه عند الأئمّة الطّاهرين من أهل البيت عليهم السّلام، والأحاديث الواردة بذيل الآيات الكريمة كقوله تعالى:
(قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهيدًا بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(1).
ناطقة بذلك بكلّ وضوح، وهذه طائفة ممّا ورد منها في الآية المذكورة:
روى الحافظ أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن عبدالله بن عطا، قال: كنت جالساً مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبدالله بن سلام فقلت: هذا الذي عنده علم الكتاب؟ فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب عليه السّلام(2).
وروى بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة في الآية:
قال: هو علي بن أبي طالب(3).
وروى الحافظ الشيخ ابن شهرآشوب من طريق الخاصّة والعامّة:
عن محمّد بن مسلم وأبي حمزة الثمالي وجابر بن يزيد عن الباقر عليه السّلام.
وعن علي بن فضال والفضيل بن يسار وأبي بصير عن الصّادق عليه السّلام.
وعن أحمد بن محمّد الحلبي ومحمّد بن الفضيل عن الرّضا عليه السّلام.
عن موسى بن جعفر عليه السّلام
وعن زيد بن علي عليه السّلام
وعن محمّد بن الحنفية
وعن سلمان الفارسي
وعن أبي سعيد الخدري
أنهم قالوا: في قوله تعالى: (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهيدًا بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) هو علي بن أبي طالب عليه السّلام.
وروى أنه سئل سعيد بن جبير (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عبدالله بن سلام؟
قال: لا، فكيف وهذه السّورة مكية.
وروى عن ابن عباس: لا والله ما هو إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام، لقد كان عالماً بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام.
وروى عن ابن الحنفية: علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأوّل والآخر.
رواه النطنزي في الخصائص من طريق المخالفين.
ورواه الثعلبي بطريقين في معنى: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(4).
وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن عابس قال:
دخلت أنا وأبو مريم على عبدالله بن عطاء، قال أبو مريم: حدّث عليّاً الحديث الذي حدّثتني عن أبي جعفر، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام جالساً إذ مرّ عليه ابن عبدالله بن سلام، قلت: جعلني الله فداك، هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال: «لا، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزّ وجلّ (الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) (أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)»(5).
وروى الحافظ أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن ابن الحنفيّة في قوله عزّ وجلّ: (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهيدًا بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال: علي بن أبي طالب عليه السّلام(6).
وروى الشيخ الصفّار عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال في الآية «نزلت في علي بن أبي طالب إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلّى الله عليه وآله»(7).
وروى بإسناده عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال في الآية: «أنا هو الذي عنده علم الكتاب، وقد صدّقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصيّة، فلا تخلى أمة من وسيلته إليه وإلى الله فقال: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ)»(8).
وروى الشيخ ابن بابويه بإسناده عن أبي سعيد الخدري: قال سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قول الله جلّ ثناؤه: (قالَ الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ)قال: «ذاك وصي أخي سليمان بن داود» فقلت له: يا رسول الله فقول الله: (قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهيدًا بَيْني وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)قال: «ذاك أخي علي بن أبي طالب»(9).
ومن هنا قال رسول الله:
«علي مع القرآن والقرآن مع علي»(10).
وورد عنهم عليهم السّلام:
«علم الكتاب ـ والله ـ كلّه عندنا»(11).
(1) سورة الرعد، الآية: 43.
(2) بناء المقالة الفاطمية: 220 عن تفسير الثعلبي.
(3) العمدة لابن البطريق: 291، عن الثعلبي.
(4) مناقب آل أبي طالب 1 / 309.
(5) مناقب ابن المغازلي: 194.
(6) خصائص الوحي المبين: 213، شواهد التنزيل 1 / 309 ـ 401.
(7) بصائر الدرجات: 216.
(8) المصدر: 216.
(9) أمالي الصدوق: 659.
(10) أمالي الطوسي: 479، المستدرك على الصحيحين 3 / 124.
(11) بصائر الدرجات: 251، الكافي 1 / 257.