حزب الله في القرآن
أمّا الأول، ففي موضعين:
1 ـ في سورة المائدة، قال تعالى:
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ)(1).
2 ـ في سورة المجادلة، قال تعالى:
(لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الاِْيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّات تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(2).
وقال تعالى:
(أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ… اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ)(3).
و«حزب الله» و«حزب الشيطان» متقابلان، فاُولئك هم «الغالبون» وهؤلاء هم «الخاسرون».
إنّ المعرّف الأساسي لـ«حزب الله» هو: كونهم (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا)، والمعرّف الأصلي لـ«حزب الشيطان» هو أنهم يتولّون (قَوْمًا غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ).
ويتبيّن هؤلاء الذين غضب الله عليهم من قوله تعالى:
(وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظّانِّينَ بِاللّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصيرًا)(4).
وعليه، فإن «حزب الشيطان» هم أعوان المشركين والمنافقين.
وأمّا «حزب الله» فهم أهل ولاية الله ورسوله (وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)، وقد ثبت أنّ هذه الآية نازلة بشأن أمير المؤمنين عليه السّلام بسبب تصدّقه على السّائل في حال ركوعه في الصّلاة(5).
فظهر المراد من «حزب الله» والمراد من «حزب الشيطان» المقابل لحزب الله.
وإلى هنا عرفنا مفهوم «الحزب» ومصداقه… في القرآن.
(1) سورة المائدة، الآية: 55 و 56.
(2) سورة المجادلة، الآية: 23.
(3) سورة المجادلة، الآية: 15 ـ 20.
(4) سورة الفتح، الآية: 6.
(5) أنظر: نفحات الأزهار 20 / 18 ـ 39.