حديث الثقلين وصيّة النبيّ
إضافة لهذا وذاك، فالنبي صلّى الله عليه وآله طالما كان يكرّر وصيّته بعليٍّ والأئمّة من بعده طيلة فترة نبوّته، فإنه بالإضافة إلى حديث الثقلين الذي ذكره صلّى الله عليه وآله وسلّم في عدّة مواضع بقوله:
«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(1).
هذا الحديث الذي اعتبره علماء الفريقين من وصايا النّبيّ صلّى الله عليه وآله، في عبارات لهم صريحة في ذلك، وهذه نصوص بعضها:
قال ابن حجر المكّي: «وقد جاءت الوصيّة الصّريحة بهم في عدّة أحاديث، منها حديث: إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي الثقلين، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. قال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه آخرون. ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في العلل المتناهية، كيف! وفي صحيح مسلم وغيره…»(2).
وقال الحافظ السّخاوي: «قد جاءت الوصيّة الصريحة بأهل البيت في غيرها من الأحاديث، فعن سليمان بن مهران الأعمش…» إلى آخر عبارته(3).
وقال الحافظ السّمهودي: «الذكر الرابع: في حثّه صلّى الله عليه وآله وسلّم الأمة على التمسّك بعده بكتاب ربّهم، وأهل بيت نبيّهم، وأن يخلفوه فيهما بخير، وسؤاله من يرد عليه الحوض عنهما، وسؤال ربّه عزّ وجلّ الأمة كيف خلفوا نبيّهم فيهما، ووصيّته بأهل بيته، وأنّ الله تعالى أوصاه بهم…»(4).
وفي لسان العرب: «وفي حديث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أوصيكم بكتاب الله وعترتي»(5).
(1) الموضع الأول: حين رجوعه من الطائف، الصواعق المحرقه: 64.
الموضع الثاني: في حجة الوداع وفي عرفة: المعجم الكبير 3 / 63 ح 2679، سنن الترمذي 6 / 621، جامع الاصول 1 / 277، كنز العمّال 1 / 148،
الموضع الثالث: خطبة يوم غدير خم، مسند أحمد 3 / 17، سنن الدارمي 2 / 310، سنن البيهقي 2 / 148، البداية والنهاية 5 / 209.
الموضع الرابع: حين مرضه الذي توفي فيه في جمع من الناس الذين حضروا في غرفته، سمط النجوم العوالي 2 / 502، كشف الأسرار 3 / 221، الصواعق المحرقة: 98.
(2) الصواعق المحرقة 2 / 652.
(3) استجلاب ارتقاء الغرف 1 / 336.
(4) جواهر العقدين: 231.
(5) لسان العرب 11 / 137.