ترضّي الصدوق على مشايخه
يمتاز الشيخ الصّدوق عن ساير المحدّثين الإمامية القدامى بكثرة أسفاره إلى مختلف البلاد واجتماعه بكبار المحدّثين من أصحاب المذاهب وروايته عنهم وروايتهم عنه، فلذا كثر في مشايخه العلماء من الفرق الاخرى، فقرّر أصحابنا أنه إذا روى الصّدوق عن رجل وأكثر عنه مع الترضّي والترحّم عليه، كان ذلك أمارة على كونه من الإمامية، قال الشيخ المامقاني:
وقد قالوا: إنّ ذكر الثقات مشايخهم مقروناً بِالرَّضْيَلَة والرَّحْمَلَة قرين للمدح، بل هو عديل للتوثيق. قال المحقق الداماد رحمه الله: إنّ لمشايخنا الكبار كالصّدوق رضي الله عنه مشيخةً يلتزمون إرداف تسميتهم بِالرَّضْيَلَة أو الرَّحْمَلَة لهم، فاُولئك أثبات أجلاّء، والحديث من جهتهم صحيح معتمد عليه، نصّ بالتوثيق أو لم ينصّ(1).
وعلى هذا الأساس نقول: بأنّ المشايخ الذين روى عنهم الصّدوق الزيارة الجامعة كلّهم من الإماميّة، وينبغي الاعتماد عليهم، لترضّيه وترحّمه عليهم مع كثرة روايته عنهم في مواضع كثيرة من كتبه، وإليك بعض ذلك:
علي بن أحمد الدقّاق، روى عنه في:
الأمالي: 309، 334، 451، 768.
التوحيد: 48، 56، 57، 60.
الخصال: 543.
علل الشرايع 1 / 131، 175، 176.
عيون أخبار الرضا عليه السّلام 2 / 315.
كمال الدين: 520.
من لا يحضره الفقيه 4 / 445 و 476.
محمّد بن أحمد السناني، روى عنه في:
الأمالي: 410، 775.
الخصال: 453.
علل الشرائع: 1 / 131، 175، 176.
من لا يحضره الفقيه 4 / 476.
علي بن عبدالله الوراق، روى عنه في:
علل الشرائع: 1 / 132، 175، 176، 240.
كمال الدين: 520.
حسين بن إبراهيم المكتّب، روى عنه في:
علل الشرائع 1 / 67.
الخصال: 543.
(1) تنقيح المقال في علم الرجال 1 / 267.