الوصيّ لقب أمير المؤمنين عليه السّلام
ثم إنّ من الثابت والمسلّم به أن لقب «الوصي» قد اختصّ في الإسلام بالإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام، فإنه طالما نطق به الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله في خطاباته وكلماته، وبهذا اتفقت روايات السنّة والشيعة، وأدبيات الأئمّة عليهم السّلام والصّحابة بشكل وافر شعراً ونثراً(1). وقد سلّطنا الضوء على ذلك مفصّلا خلال بحثنا حول الوصيّة في كتابنا «تشييد المراجعات»(2).
وبحث الوصيّة يدور حول ثلاثة محاور:
1 ـ إثبات وصية النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله قبل رحيله من الدنيا، وهو بحث أساسي وأحد ثوابت مبحث الإمامة، بحيث تترتب عليه باقي مسائل بحث الإمامة، ولذا لزم اتقان موضوعه بدقة.
2 ـ إن وصيَّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله هو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وهو ما أوضحناه فيه معنى الوصية والأحاديث الواردة فيها والشواهد عليها.
3 ـ إنكار عائشة الوصيّة من خلال ادّعائها أن رأس النبي صلّى الله عليه وآله كان في حجرها حين وفاته، حيث قالت في معرض إنكارها الوصيّة لعلي:
متى أوصى إليه؟ وقد كنت مسندته إلى صدري، فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه مات، فمتى أوصى إليه؟
وفي رواية أخرى:
متى أوصى وقد مات بين سحري ونحري؟(3).
ثم تبعها في ذلك الأبناء الذين اتّخذوها إماماً لهم فأنكروا الوصيّة; كابن خلدون وابن عساكر وابن كثير وابن فلان… من النواصب.
وهو ادّعاء باطل من جهتين:
1 ـ إن هذا الخبر كذب محض.
2 ـ إنّه صلّى الله عليه وآله توفي ورأسه في حجر عليٍّ أمير المؤمنين عليه السّلام حيث أوصاه حينذاك بوصايا.
(1) راجع للاطلاع: الكامل 4 / 14، ميزان الاعتدال 2 / 240 و 273، تاريخ مدينة دمشق 42 / 392، مناقب الخوارزمي: 85 ، حديث 74، وقعة صفين: 481، ينابيع المودّة 1 / 235 وشرح نهج البلاغة 1 / 145.
(2) راجع: تشييد المراجعات 4 / 95 ـ 189، باب عليّ وصيّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وباباً حول عائشة وإنكارها للوصية.
(3) صحيح البخاري 3 / 186، صحيح مسلم 5 / 75، مسند أحمد 6 / 32، سنن ابن ماجة 1 / 519، شرح مسلم للنوري 11 / 88، المصنّف 7 / 309، امتاع الاسماع 14 / 482.