النبي و الأئمّة قادة الأنبياء
وقد تقدّم أنّ الله أخذ ميثاق رسول الله وأمير المؤمنين عليهما السّلام من الأنبياء السّابقين، كما تقدّم أن الأنبياء السّابقين قد بعثوا على نبوة نبيّنا وولاية علي عليهما السّلام.
وروي عن مولانا الصّادق عليه السّلام أنه قال: قوله عزّ وجلّ:
(وَإِنَّ مِنْ شيعَتِهِ لاَِبْراهيمَ)(1).
أي: إن إبراهيم عليه السّلام من شيعة النبي صلّى الله عليه وآله، فهو من شيعة علي عليه السّلام. وكلّ من كان شيعة علي فهو من شيعة النبيّ(2).
قال شرف الدين النجفي(3):
وممّا يدلّ على أن إبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين من شيعة أهل البيت: ما روي عن الصّادق عليه السّلام أنه قال: ليس إلاّ الله ورسوله ونحن وشيعتنا. والباقي في النار(4).
ثم إنّ الله عزّ وجلّ يقول:
(وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِْنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ)(5).
وسواء فسّر «ليعبدون» أي: ليعرفون(6) أو أبقي على ظاهره كما في الأخبار(7)… فقد قال الإمام عليه السّلام: بنا عرف الله، بنا عبدالله(8)، فكانوا هم القادة للجنّ والإنس.
(1) سورة الصّافات، الآية: 83 .
(2) تأويل الآيات 2 / 495.
(3) هو صاحب كتاب: تأويل الآيات الظاهرة في فضل العترة الطّاهرة.
(4) البرهان في تفسير القرآن 4 / 600.
(5) سورة الذاريات، الآية: 56.
(6) الرواشح السماوية: 45، تفسير أبي السعود 2 / 130.
(7) البرهان في تفسير القرآن 5 / 171.
(8) كفاية الأثر: 300.