المعرفة الحقيقية
إننا نعتقد أن خير ما يوصلنا إلى معرفة شخص معيّن معرفةً حقيقيةً بعلمه وفضله وتقواه ـ مثلاً ـ هو السّماع من نفس ذلك الشخص كما ذكرنا سابقاً، لأن المفروض كونه صادقاً في الكلام، لا أن يلفّق له الناس فضائل ومناقب لم تعرف عنه في حياته، أو يختلقون له أُموراً على لسان اُناس من الأموات.
تأسيساً على هذا الأصل، فإن أفضل من يحكي لنا ما يعرّفنا معرفةً حقيقيّةً بالنبي والأئمّة من آله صلوات الله عليهم أجمعين، ذواتهم المقدّسة وألسنتهم الصّادقة التي لا تنطق عن الهوى، وإلاّ، ألا يلزم أن يكون المعرِّف أعلى من المعرَّف؟ فمن هو أرفع منهم وأعلى؟
من هنا، فلابدّ من إرجاع كلّ ما جاءنا بهذا الصّدد ـ عن طريق الأساتذة والمشايخ وكبار الرواة والمحدّثين ـ إلى أهل العصمة أنفسهم، ونطبّقه على ما صدر عنهم عليهم السّلام، وهذا مصداق «قولوا ما فينا شئتم» وهو الجادّة الوسطى بين الغلوّ والتقصير.
Menu