المراد من «كتاب الله»
وأمّا «كتاب الله» هنا، فالظاهر أن المراد به ما هو أوسع من القرآن، لأنّ الأئمّة يحملون في صدورهم كلّما جاءت به الرّسل والشرائع التي أشار إليها قوله تعالى:
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْميزانَ)(1).
وعندهم جميع الصحف التي أشار إليها بقوله:
(إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الاُْولى * صُحُفِ إِبْراهيمَ وَمُوسى)(2).
فعن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال له:
يا أبا محمّد، إنّ عندنا الصحف التي قال الله سبحانه (صُحُفِ إِبْراهيمَ وَمُوسى) قال: قلت: جعلت فداك، وإنّ الصحف هي الألواح؟ قال: نعم»(3).
فالصحف عندهم، وفيها كتبت ولايتهم:
فعن أبي الحسن عليه السّلام قال: ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله رسولاً إلاّ بنبوة محمّد ووصيّة علي(4).
وعند الأئمّة كلّ ما نزل على رسول الله من القرآن وغير القرآن، كما قال صلّى الله عليه وآله:
إنّ الله تعالى آتاني القرآن وآتاني من الحكمة مثل القرآن(5).
(1) سورة الحديد، الآية: 25.
(2) سورة الأعلى، الآية: 18 ـ 19.
(3) البرهان في تفسير القرآن 5 / 638.
(4) الكافي 1 / 363.
(5) مجمع البيان 2 / 194، تفسير الصّافي 1 / 299، نور الثقلين 1 / 287.