«الكرم» لغة
و«الكرم» متى ما اُطلق بالإضافة إلى الإنسان، اُريد منه تلك الصّفة المعروفة من الأخلاق الفاضلة، ولكنّ المقصود هنا ـ والله العالم ـ أوسع منه، وذلك ما أفاده الراغب بقوله:
«وكلّ شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم»(1).
ومن ذلك قوله تعالى:
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ)(2).
وقوله تعالى:
(كِتابٌ كَريمٌ)(3).
وقوله تعالى:
(مَقام كَريم)(4).
وقوله تعالى:
(رَسُولٌ كَريمٌ)(5).
وأوضح منه عبارة الفيومي إذ قال:
«كرم الشيء كرماً نَفُسَ وعزّ، فهو كريم والجمع كرام… وكرائم الأموال: نفائسها وخيارها…(6).
ومن ذلك قولهم عن المرأة الجليلة في اُسرتها: كريمة آل فلان… وعليه جاء الحديث:
من زوّج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها(7).
وعلى الجملة، فإنّ أهل البيت الطاهرين ـ أعني محمّداً وآله عليهم السّلام ـ هم الأصل لكلّ شرف وعزٍّ وفخر، وكلّ ما في الوجود من الشرف فمتفرّع على شرفهم، وكلّ من عنده شيء من ذلك فمنهم أخذ… لأنّ الله تعالى شرّفهم على سائر الخلائق أجمعين، والأحاديث في ذلك قطعيّة، وقد تقدم بشرح: «السّلام عليكم يا أهل بيت النبوّة» بعض ذلك، وسيأتي في الموضع المناسب ذكر الأحاديث في أن محمّداً وآله خيارٌ من خيار من خيار… .
(1) المفردات في غريب القرآن: 428.
(2) سورة الواقعة، الآية: 77.
(3) سورة النمل، الآية: 29.
(4) سورة الشعراء، الآية: 58.
(5) سورة الحاقة، الآية: 40.
(6) المصباح المنير: 531.
(7) الكافي 5 / 347.