السَّلاَمُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَ مَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ وَ مَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَ حَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ وَ حَمَلَةِ كِتَابِ اللَّهِ وَ أَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ وَ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
السَّلاَمُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ
«المحال» جمع «المحلّ»، أي: مكان الحلول وموضع الاستقرار، فهو مفهومٌ متقوّم بطرفين:
أحدهما: المكان والمحلّ.
والآخر: المكين والحالّ.
فالمكان هنا هم «الأئمّة» والحالُّ فيه هو «معرفة الله».
وأمّا «المعرفة» فهي كما قال الراغب:
إدراك الشيء بتفكّر وتدبّر لأثره، وهو أخصّ من العلم، ويضادّه الإنكار(1).
إنّه إذا تفكّر الإنسان في الشيء وتدبّر لأثره، لا يبقى عنده شك ولا شبهة في الشيء، ويكون عارفاً به.
ولمّا كان الله عزّ وجلّ لا يمكن إدراكه بذاته، ومن جهة اخرى، لابدّ من معرفته، ولولا المعرفة فلا عبادة ولا طاعة… وجب معرفة الأئمّة، لكونهم الطريق الوحيد إلى معرفة الله، وهذه هي الغاية القصوى من نصبهم… .
(1) المفردات في غريب القرآن: 331.