السَّلاَمُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ، وَ الاَْدِلاَّءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ، وَ الْمُسْتَقِرِّينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَ التَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَ الْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَ الْمُظْهِرِينَ لاَِمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ وَ عِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
السَّلاَمُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ
«الدعاة» جمع «الداعي» كالهداة جمع الهادي والرواة جمع الراوي، وهكذا.
يُفهم من هذه الفقرة أمران:
الأول: إن مقام الداعويّة إلى الله من خصائص الأئمّة عليهم السّلام في أي زمان، وليس لأحد غيرهم حظٌّ في ذلك إلاّ منهم. فهم الذين شهدت الوقائع والأحداث بأنهم قد أنقذوا الإسلام وأبناءه من الضلال والإنحراف.
والثاني: إنّ الأئمّة لم يدعوا الناس إلى أنفسهم دون الله، ولم يحدّثنا التاريخ أن ذلك قد بدر منهم أبداً.
والظّاهر أنّ هذه الجملة إشارة إلى قوله تعالى:
(قُلْ هذِهِ سَبيلي أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَني)(1).
فعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السّلام أنه قال في هذه الآية:
ذاك رسول الله وأمير المؤمنين والأوصياء من بعدهما(2).
وعن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وآله:
إنّ عليّاً باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي، وهو صالح المؤمنين (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللّهِ وَعَمِلَ صالِحًا…)(3).
(1) سورة يوسف، الآية: 108.
(2) الكافي 1 / 425.
(3) البرهان في تفسير القرآن 4 / 790.