السَّلاَمُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الدُّعَاةِ وَ الْقَادَةِ الْهُدَاةِ وَ السَّادَةِ الْوُلاَةِ وَ الذَّادَةِ الْحُمَاةِ وَ أَهْلِ الذِّكْرِ وَ أُولِي الاَْمْرِ وَ بَقِيَّةِ اللَّهِ وَ خِيَرَتِهِ وَ حِزْبِهِ وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ وَ حُجَّتِهِ وَ صِرَاطِهِ وَ نُورِهِ وَ بُرْهَانِهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
السَّلاَمُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الدُّعَاةِ
قد تقدم أن «الدعاة» جمع «الداعي»، كالقضاة جمع القاضي.
ومفهوم «الدعوة» يتقوم بالدّاعي والمدعوّ ومورد الدّعوة، فالدّاعي هم الأئمّة، والمدعوّ عموم البشر، ومورد الدعوة هو الإيمان بالله ورسوله والعمل الصّالح.
والأئمّة مضطلعون بجميع المهام والمسؤوليّات التي حملها الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ـ إلاّ النبوّة ـ فلا بدّ من توفرّ جميع مقامات الرسول صلّى الله عليه وآله فيهم; لأنهم الامتداد الطبيعي له وهو باق ببقائهم، وهم الحافظون للرسالة واستمراريّتها فنبي الله والمبعوث إلى هذه الاُمة خَلَعَ عليه الباري تعالى مقام «الداعي» بقوله جلّ وعلا:
(وَداعِيًا إِلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجًا مُنيرًا)(1).
فيلزم أن تكون دعوة الداعي ـ النبي أو الإمام ـ إلى معرفة الله سبحانه والإذعان له بالعبوديّة والطاعة مطلقاً، ومن متطلبات هذه اللزوميّة أن يكون الإمام المعصوم ـ الداعي ـ في أعلى وأكمل درجات المعرفة بالله، وأفضل عباده وأعلمهم وأحوطهم بمتطلّبات السّعادة البشريّة. وباختصار، لابدّ أن يكون الأئمّة المعصومون عليهم السّلام جامعين لجميع الكمالات المعنويّة التي توزّعت في الأنبياء، وأنْ يكونوا أفضل الخلق من الأوّلين والآخرين، بعد نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله.
وهم الوارثون لخطاب الأنبياء:
(وَيا قَوْمِ ما لي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَني إِلَى النّارِ)(2).
وهو لسان حالهم في دعوتهم الإلهية لنجاة الاُمم وتحريرها من المفاسد وهدايتها نحو الخير والجنة. وهذا الخطاب الإلهي لا يزال يتكرر على مرّ العصور والأزمان، نظراً لوجود دعاة الضلالة وأئمّة الباطل ووقوفهم بوجه دعاة الإصلاح.
(1) سورة الأحزاب، الآية: 46.
(2) سورة غافر، الآية: 41.