«الايمان» هو «الدين»
فما هو حقيقة الدين؟
إنّ الدين الإسلامي الكامل الذي بلّغه رسول الله صلّى الله عليه وآله ووصفه الله سبحانه بما أنزله يوم غدير خم من قوله:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الاِْسْلامَ دينًا)(1).
والذي جعل الأئمّة عليهم السّلام الباب الوحيد للدخول فيه، فكان الاعتقاد الجازم بإمامتهم والتصديق بولايتهم المطلقة… يتشكّل من ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: الأُمور الاعتقادية.
القسم الثاني: الأُمور العمليّة، من الواجبات والمحرّمات والمستحبّات، وهي الأُمور التي لها صلة بالأعضاء والجوارح.
القسم الثالث: الصّفات النفسانيّة، والخصال الأخلاقيّة التي يسعى الإنسان للتخلّق بأفضلها، مبتعداً عن سيّئها وذميمها.
مجموع هذه الأقسام هو الدين.
ومما لا يخفى: أن لُبَّ الدين وأساسه هي الأُمور الاعتقادية التي تبتني عليها الأُمور العملية والأخلاقية. فعندما يوصف أحد بأنّه من أهل الإيمان الذين ترعرعوا في أحضانه وأصبحوا من أبناء الإسلام البارّين، فسيتطابق الإيمان مع سلوكه وجوارحه وعقله، وهو الذي ستكون عقائده تامّة وأعماله صحيحة، لأنّه قد أصبح عبداً مطيعاً. أمّا قلباً، فلإعتقاده الجازم بالاصول الواجب عليه الإعتقاد بها عقلاً وشرعاً، وأمّا عملاً، فلإمتثاله للأوامر والنواهي، بفعله الواجبات وتركه المحرّمات، وكذا من جهة اعتداله في السّلوك.
(1) سورة المائدة، الآية: 3.