الإمامة لا تنال الظالمين
هذا، وفي القرآن الكريم:
(قالَ إِنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمامًا قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمينَ)(1).
وقد اتفق المفسّرون على أن المراد من «العهد» فيها هو «الإمامة»(2)والروايات في ذيلها كثيرة:
فعن أبي عبدالله عليه السّلام قال: «قد كان إبراهيم نبيّاً وليس بإمام، حتى قال الله له: (قالَ إِنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمامًا قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتي) فقال الله: (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمينَ). من عبد صنماً أو وثناً لا يكون إماماً»(3).
وعنه عليه السّلام:
ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه؟ والله، ما في الأرض منزلة عند الله أعظم من منزلة مفترض الطاعة. لقد كان إبراهيم دهراً ينزل عليه الوحي والأمر من الله، وما كان مفترض الطاعة، حتى بدا لله أنْ يكرمه ويعظّمه فقال: (إِنّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمامًا) فعرف إبراهيم ما فيها من الفضل فقال (وَمِنْ ذُرِّيَّتي) أي: واجعل ذلك في ذريّتي، قال الله عزّ وجلّ (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمينَ).
قال أبو عبدالله: إنما هو في ذريّتي لا يكون في غيرهم(4).
(1) سورة البقرة، الآية: 124.
(2) تفسير القمي 2 / 226، العياشي 1 / 57، الرازي 4 / 40، ابن أبي حاتم 1 / 223.
(3) الكافي 1 / 133.
(4) البرهان في تفسير القرآن 1 / 324.