الأئمّة هم الأصل في برّ الأبرار
ويمكن أنْ يكون المراد من «اُصول الكرم» أنّ الأئمّة هم الأصل في برّ الأبرار، وأنّهم أخذوه وتعلّموه من الأئمّة عليهم السّلام… وبذلك نصوص عنهم عليهم السّلام… .
فعن ابن مسكان عن أبي عبدالله عليه السّلام قال:
نحن أصل كلّ خير ومن فروعنا كلّ برّ، فمن البرّ التوحيد والصّلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسيء ورحمة الفقير وتعهّد الجار والإقرار بالفضل لأهله.
وعدوّنا أصل كلّ شرّ، ومن فروعهم كلّ قبيح وفاحشة، فمنهم الكذب والبخل والنميمة والقطيعة وأكل الرّبا وأكل مال اليتيم بغير حقّه، وتعدّي الحدود التي أمر الله، وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والزنا والسرقة، وكلّ ما وافق ذلك من القبيح.
فكذب من زعم أنه معنا وهو متعلّق بفروع غيرنا»(1).
وعن أبي خالد الكابلي عن أبي عبدالله في خبر، قال:
هم ـ والله ـ ينوّرون قلوب المؤمنين، ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فيظلّم قلوبهم.
والله ـ يا أبا خالد ـ لا يحبّنا عبد ويتولاّنا حتى يطهّر الله قلبه، ولا يطهّر الله قلب عبد حتى يسلّم لنا ويكون سلماً لنا، فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر(2).
وعن الرّضا عليه السّلام في خبر:
إن شيعتنا لمكتوبون بأساميهم وأسامي آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا… نحن آخذون بحجزة نبيّنا ونبيّنا آخذ بحجزة ربنا، والحجزة النور، وشيعتنا آخذون بحجزتنا… نحن نور لمن تبعنا وهدىً لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء(3).
وأخرج الحاكم النيسابوري بإسناده ـ وصحّحه ـ عن علي قال:
أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أن أوّل من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت: يا رسول الله، فمحبّونا؟ قال: من ورائكم»(4).
(1) الروضة من الكافي: 242 ـ 243.
(2) الكافي 1 / 194.
(3) بحار الأنوار 26 / 242.
(4) المستدرك على الصحيحين 3 / 151.