الأئمّة خيرٌ للاُمّة
نعم، إنْ محمّداً وآله الأطهار عليهم الصّلاة والسّلام خيرٌ للمؤمنين، فمن اهتدى بهداهم وتبعهم في أقوالهم وأفعالهم، هدي إلى الصّراط المستقيم، ومن خالفهم كان مصيره إلى الجحيم.
وأيضاً، فهم خيرٌ من غيرهم، لا يعادلهم ولا يساويهم بل لا يقاس بهم أحدٌ من العالمين.
وذلك، لأنّ الله لمّا خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، كان نبيّنا وآله الأطهار أوّل الخلائق أجمعين، فعرفوه وعبدوه، وبهم عرف وعبد، فكانوا في عالم الأنوار أعلاماً للهداية، وحتى الأنبياء كانوا يقتبسون من نور هدايتهم، والملائكة كانوا يتعلّمون منهم آداب الطّاعة والعبادة.
ثم لمّا أرسل الله محمّداً بالهدى ودين الحق رحمةً للعالمين، فوعظ وذكّر وبلّغ وهدى، واُوذي في هذا السبيل بما لم يؤذ به نبيّ من الأنبياء قبله كما قال:
ما اُوذي نبيّ بمثل ما اُوذيت(1).
شاركه أمير المؤمنين عليه السّلام في رسالته ودعوته، وعاضده في جميع المواقف وذبّ عنه، ثم قام مقامه في حفظ الدين ونشر تعاليمه… وهكذا كان الأئمّة من بعده.
ولكنّ تحقّق الإرادة الإلهيّة وتنجّزها سيكون على يد المهدي، وهو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت الذي وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصّالحات بأنْ يستخلفنهم في عهده إذ قال:
(وَعَدَ اللّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَني لا يُشْرِكُونَ بي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)(2).
وعلى الجملة، فإن الأئمّة الأطهار هم بقيّة الله من أوصياء الأنبياء، الذين أبقاهم على وجه الأرض وحكم أنْ تتحقّق على أيديهم الأغراض الإلهيّة التي لم تتحقّق من قبل، فإنه بواسطتهم ستتمّ الهداية العامّة إلى الله على وجه الكمال.
(1) مناقب آل أبي طالب 3 / 42، بحار الأنوار 19 / 56، كنز العمال 11 / 461 باختلاف يسير.
(2) سورة النور، الآية: 54.