الأئمّة أولاد رسول الله و ذريّته
وعلى أيّة حال، فإنه لا ريب في أنّ الأئمّة الطاهرين ذريّة رسول الله، كما يشهد به ما رواه الرازي وسيأتي.
وأمّا الشواهد على كونهم أولاده وأبنائه، فلا تحصى ومن ذلك: قضيّة المباهلة: قال الله تعالى:
(فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبينَ)(1).
قال الزمخشري: «وروي أنّهم لمّا دعاهم إلى المباهلة قالوا: حتّى نرجع وننظر، فلمّا تخالوا قالوا للعاقب ـ وكان ذا رأيهم ـ : يا عبدالمسيح! ما ترى؟
فقال: والله لقد عرفتم ـ يا معشر النصارى ـ أنّ محمّداً نبيّ مرسل، وقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيّاً قطّ فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لنهلكنّ، فإن أبيتم إلاّ إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم.
فأتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد غدا محتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها، وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمّنوا.
فقال أُسقف نجران: يا معشر النصارى! إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيّ إلى يوم القيامة.
فقالوا: يا أبا القاسم! رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا.
قال: فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم. فأبوا.
قال: فإنّي أُناجزكم.
قالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا، على أن نؤدّي إليك كلّ عام ألفي حُلّة، ألف في صفر وألف في رجب، وثلاثين درعاً عاديّة من حديد.
فصالحهم على ذلك، وقال: والذي نفسي بيده، إنّ الهلاك قد تدلّى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمُسخوا قردةً وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتّى يهلكوا(2).
والأحاديث في أن:
الحسن والحسين ابناي…(3).
وكذا:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة ولداي…(4).
كثيرة جدّاً… .
(1) سورة آل عمران، الآية: 61.
(2) الكشّاف 1 / 369.
(3) المستدرك على الصحيحين 3 / 181، بحار الأنوار 33 / 184.
(4) من لا يحضره الفقيه 4 / 179.